ممارسو اليوغا على عشب مقر الأمم المتحدة
في عام 2023، سجّل الاحتفال باليوم الدولي لليوغا في مقر الأمم المتحدة رقماً قياسياً في موسوعة غينيس لأكبر عدد من المشاركين في اليوغا من جنسيات مختلفة.
Photo:البعثة الدائمة للهند لدى الأمم المتحدة

شعار عام 2025: اليوغا من أجل أرض واحدة وصحة شاملة

في هذا العام، يحتفل العالم باليوم الدولي الحادي عشر لليوغا، تحت شعارٍ يستبطن حكمةً عميقة: اليوغا من أجل أرض واحدة وصحة شاملة. إنّه نداء يحمل في طيّاته وعيًا متجذرًا بأن العافية الفردية وسلامة الكوكب صنوان لا يفترقان.

اليوغا ليست مجرّد رياضة جسدية، بل ممارسة تُهذّب البدن، وتسكِّن الفكر، وتوقظ في المرء حسًّا داخليًا رفيعًا بالمسؤولية والاتزان. هذا الوعي المتنامي يدفع الإنسان إلى خيارات أكثر صحّة واستدامة، ويجعله يعيش على نحو يراعي ذاته كما يراعي الأرض التي تحتضنه.

وفي هذا التلاقي بين العناية بالنفس والحرص على البيئة، يتجلى جوهر الفلسفة الهندية القديمة، التي تنظر إلى العالم بوصفه أسرةً واحدة، كما يقول الموروث العريق: فَسُدهايفا كُتُنبكم – العالم أسرة واحدة.

الاحتفال باليوم الدولي الحادي عشر لليوغا

الزمان: 20 حزيران/يونيه 2025، من الساعة 5:00 حتى 6:30 مساءً (بتوقيت نيويورك)
المكان: المقر الرئيسي للأمم المتحدة، نيويورك – الساحة الشمالية

نُظّمت الفعالية من قبل البعثة الدائمة للهند لدى الأمم المتحدة بالتعاون مع أمانة الأمم المتحدة، وتُقام في منطقة الحديقة الشمالية بمقر الأمم المتحدة.

ماهية اليوغا وسبب الاحتفال بها

قدمت الهند مشروع قرار لتعيين يوم عالمي لليوغا، ولقي مشروع القرار تأييد 175 دولة من الدول الأعضاء. فكان رئيس الوزراء ناريندرا مودي هو أول من اقترح هذا اليوم في كلمته خلال افتتاح الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة، التي قال فيها: ❞اليوغا هدية لا تقدر بثمن من تقاليدنا القديمة وتجسد وحدة الجسد والعقل، والفكر والعمل...ونهج شامل مهم لصحتنا ورفاهنا. فاليوغا ليست تمرينا وحسب وإنما وسيلة لاكتشاف شعور الوحدة مع النفس ومع العالم ومع الطبيعة ❝.

ويشير القرار إلى أهمية اختيار الأفراد والسكان اختيارات صحية واتباعهم أنماط معيشية تعزز الصحة الجيدة. وفي هذا الصدد، لم تفتئ منظمة الصحة العالمية تحث الدول الأعضاء على مساعدة مواطنيها في العمل على الحد من الخمول البدني، الذي يعتبر أحد عشرة أسباب للوفاة في أرجاء العالم، فضلا عن أنه عامل خطير في الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والسرطان والسكري.

إلا أن اليوغا ليست نشاطا بدنيا وحسب. فرئيس الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة سام كوتيسا أكد — في كلمته التي ألقاها قبل التصويت على القرار — على هذه النقطة، حيث قال: "لقرون عدة، لم يزل الناس من يمارسون اليوغا لما يدركونه من تجسيدها الفريد لاتحاد العقل والجسد. فاليوغا تجمع الفكر والعمل معًا جمعا متناغما.

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة — في كلمته بمناسبة الاحتفال الأول باليوم الدولي لليوغا— إلى الفوائد العالمية لليوغا قائلا: "اليوغا رياضة يمكن لها الإسهام في التنمية والسلام. كما أنه يمكن لهذه الرياضة أن تساعد الناس في حالات الطوارئ لتهدئ من الضغوط التي يواجهونها. "

وكما قال الراحل بي كا أس أينجار — وهو واحد من أشهر ممارسي اليوغا — فـ: "اليوغا تنمي طرق الحفاظ علىنمط متوازن في الحياة اليومية وتضفي مهارة على أداء الفرد."

مجموعة من الأشخاص يمارسون اليوغا

تم إدراج اليوغا في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في عام 2016. وقد أثرت الفلسفة الكامنة وراء ممارسة اليوغا الهندية القديمة على جوانب مختلفة من كيفية عمل المجتمع في الهند، سواء كان ذلك فيما يتعلق بمجالات مثل الصحة والطب أو التعليم والفنون. استناداً إلى توحيد العقل مع الجسد والروح للسماح بمزيد من الصحة العقلية والروحية والجسدية، تشكل قيم اليوغا جزءاً رئيسياً من روح المجتمع. 

woman sitting in yoga pose

أطلقت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع حكومة الهند WHO mYoga - تطبيق يوغا لمساعدة الناس على البقاء نشيطين وصحيين. يحتوي التطبيق على مجموعة من مقاطع الفيديو والملفات الصوتية لتعليم ممارسة اليوجا ومرافقتها، وهو أداة سهلة الاستخدام ومجانية لكل من الأشخاص الذين يحاولون اليوغا لأول مرة، ولأولئك الذين يمارسون اليوجا بالفعل بانتظام. تم تطوير التطبيق بواسطة BeHe @ lthy BeMobile، وهي مبادرة مشتركة بين منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للاتصالات.
 

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.