الانسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة
في الوقت الذي تُناشد فيه البشرية جمعاء لإعادة النظر في علاقتها بالعالم الطبيعي، تتجلى حقيقة ساطعة لا مراء فيها: على الرغم من كل ما أحرزناه من تقدم تِقاني، ما نزال نعتمد اعتمادًا تامًا على النُظُم البيئية السليمة والنابضة بالحياة، من أجل الماء والغذاء والدواء والكساء والوقود والمأوى ومصادر الطاقة، وسواها.
وما يقتضيه هذا الاعتماد هو الاحترام والصون والترميم لما نملكه من ثروات حيوية.
في كانون الأول/ديسمبر 2022، التأم شمل دول العالم وأجمعوا على خطة عالمية تعيد صوغ علاقتنا بالطبيعة. وهكذا اعتُمد "إطار كونمينغ - مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي" واضعًا 23 هدفًا لعام 2030 و5 أهداف عالمية لعام 2050 من أجل وقف التدهور البيئي وعكس مساره خلال 25 عامًا. ومن بين هذه الأهداف التي يتعين تحقيقها: استعادة 20% من النظم البيئية المتدهورة، والحد من دخول أو استقرار الأنواع الغريبة الغازية بنسبة 50% .
وفي هذا العام، يُحتفى باليوم الدولي للتنوع البيولوجي تحت شعار "الانسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة"، تركيزا على مدى الترابط الوثيق بين هذه الخطة المتعلقة بالطبيعة وأهداف التنمية المستدامة، وتذكيرا بضرورة تقدم الخطتين معًا بدعمٍ من بعضهما البعض.
كما تهدف هذه الحملة إلى إبراز الضرورة الملحة للتحرك الفوري. بحلول عام 2025، لن يتبقى لنا سوى خمس سنوات لتحقيق أهداف قصيرة المدى لكل من الإطار العالمي للتنوع البيولوجي وأهداف التنمية المستدامة.

ما هو القاسم المشترك بين الإطار العالمي للتنوع البيولوجي وأهداف التنمية المستدامة؟
تتولى الاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي مسؤولية الاحتفال باليوم الدولي، وهي بمثابة أداة الأمم المتحدة لحماية التنوع البيولوجي. وتوفر الاتفاقية، من خلال موقعها الإلكتروني، أدوات ترويجية متاحة بلغات متعددة. ومن بينها هذه الصفحة التفاعلية التي تستكشف العلاقة بين الإطار العالمي للتنوع البيولوجي وأهداف التنمية المستدامة.
فعندما يعاني التنوع البيولوجي، تعاني البشرية جمعاء
غالبًا ما يُفهم التنوع البيولوجي بوصفه تنوعًا في الكائنات النباتية والحيوانية والكائنات الدقيقة، لكنه يشمل أيضًا الفروق الجينية داخل كل نوع — كما هو الحال بين أصناف المحاصيل وسلالات الماشية — فضلاً عن تنوع النُظُم البيئية، من البحيرات والغابات والصحارى إلى الأراضي الزراعية، حيث تتشابك أنماط الحياة وتتفاعل بين الإنسان والنبات والحيوان.
الموارد المرتبطة بالتنوع البيولوجي هي الدعائم التي نُشيّـد عليها حضاراتنا. فالمصايد تتيح 20% من البروتين الحيواني لنحو 3 مليارات إنسان. وأكثر من 80% من غذاء البشر مصدره النبات. ونحو 80% من القاطنين في المناطق الريفية في البلدان النامية يعتمدون على طب الأعشاب التقليدي في الرعاية الصحية الأساسية.
لكن فقدان هذا التنوع يتهدد كل شيء، بما في ذلك صحتنا. فقد ثبت علميًا أن تراجع التنوع البيولوجي قد يفاقم الأمراض الحيوانية المنشأ — أي التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان — في حين أن صونه يُتيح أدوات فعالة للتصدي للجوائح مثل تلك الناجمة عن الفيروسات التاجية.
وعلى الرغم من تنامي الوعي بقيمة التنوع البيولوجي بوصفه إرثًا ثمينًا للأجيال المقبلة، لا يزال عدد الأنواع يتناقص بوتيرة مقلقة بسبب أنشطة بشرية بعينها. ولما كانت التوعية العامة مسألة على قدر عالٍ من الأهمية، فقد قررت الأمم المتحدة أن يُحتفى سنويًا باليوم الدولي للتنوع البيولوجي.
وقائع وأرقام
- الاتجاهات الراهنة السلبية في ما يتصل بالتنوع البيولوجي والنُظُم البيئية تُقوّض التقدم المُحرز نحو 80% من الأهداف التي تم تقييمها ضمن 8 من أهداف التنمية المستدامة.
- ثلاثة أرباع النُظُم البيئية الأرضية ونحو 66% من النُظُم البحرية طالها التغيير الجسيم بفعل النشاط البشري.
- ما يقارب مليون نوع من الحيوانات والنباتات يواجه خطر الانقراض.
شارِكوا!

يمكنكم دعم لتنوع البيولوجي من خلال استخدام الشعار الرسمي باللغات ومواد أخرى وكذلك مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو ورسائل البريد الإلكتروني والمزيد.